مرض النشاط الزائد هو إضطراب نفسي وسلوكي يصيب بعض الأطفال في مرحلة الدراسة، وتظهر أعراضه قبل عمر12 سنة وفيه يشكو الطفل من الأرق.
وتهور السلوك، بالإضافة الي عدم التركيز الذي يعوق قدرته علي التعلم بشكل صحيح، ويتم تشخيصه خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية والذهنية ويعد هذا المرض من أكثر الأمراض النفسية والسلوكية شيوعا عند الأطفال ووجد ان نحو50% من الأطفال يستمر معهم المرض حتي البلوغ، أسباب حدوث هذا المرض غير مؤكدة، ولكن هناك العديد من النظريات العلمية التي تؤكد أن العوامل الوراثية والتغذية يلعبان دورا مؤثرا في تكوين ونمو المخ لهؤلاء الأطفال.
يوضح الدكتور خالد المنباوي أستاذ طب الأطفال وإستشاري الأعصاب بالمركز القومي للبحوث أن أطفال النشاط الزائد يعانون عدم إنضباط في العمليات الكيميائية في المخ، وقد أكدت دراسات عديدة وجود علاقة بين الجينات المسئولة عن مادة الدوبامين وبين مرض النشاط الزائد، علما بأن هذه المادة هي التي تنقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية ويمكن رفع معدلات الدوبامين من خلال تناول بعض الأغذية، ومن أهمها الأغذية الغنية بالتيروزين مثل الأفوكادو والموز واللوز ومنتجات الالبان قليلة الدسم والفاصوليا وبذور السمسم، مع أهمية تناول مضادات الأكسدة حيث ان الدوبامين من المواد السهلة التأكسد التي تقلل من الأضرار الناتجة عن العناصر الحرة بخلايا المخ التي تنتج الدوبامين، وذلك من خلال تناول الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة والبيتاكاروتينات وعلي رأسها البرتقال والفواكه والبنجر والقرنبيط.
وعن الأغذية المفيدة لأطفال النشاط الزائد يؤكد الدكتور المنباوي أهمية تناولهم فيتامين-C- الموجود في الفلفل والفراولة والموالح، وكذلك فيتامين -E- الموجود في المكسرات وبذور عباد الشمس والجزر، وحذر من تناول الأطعمة التي تسبب خلل وظائف المخ الطبيعية، وتشمل الأطعمة المعلبة والدقيق الأبيض المكرر، والكولسيترول، والكافيين، والدهون المشبعة ويضيف أن ممارسة الرياضة بإنتظام يرفع من معدلات الكالسيوم في الدم، والذي يحفز إنتاج الدوبامين وإمتصاصه في الدماغ.
وتؤكد بعض الدراسات أن الوجبات السريعة لها دوار في إصابة الطفل بهذا الإضطراب السلوكي النفسي لإحتوائها علي نسب عالية من الدهون وكمية هائلة من سعرات الطاقة، كما أن المواد الكربوهيدراتية كالسكريات والنشويات والبطاطس والبطاطا والمعجنات والفطائر بكثرة لها تأثير علي زيادة الطاقة التي تزود بها الجسم مما يساعد علي زيادة النشاط بصورة ملحوظة، وكذلك الشيكولاتة بالإضافة إلي المشروبات التي تحتوي علي مادة الكافيين التي توجد في بعض أنواع المياه الغازية والشاي والقهوة وكذلك أغذية الأطفال المغلفة مثل المصاصات والحلوي.
ويشير الدكتور المنباوي إلي أن نقص بعض العناصر الغذائية مثل النحاس والماغنيسيوم في غذاء الطفل يؤدي أيضا إلي النشاط الزائد حيث ثبت أن نقص عنصر النحاس يسبب ضعف القدرة علي التعلم والتعثر الدراسي، كما يسبب نقص عنصر الماغنيسيوم ضعف ذاكرة الطفل، ويتوافر النحاس والماغنسيوم في الكاجو واللوز والكاكاو واللب السوري والحبوب والسبانخ، كما أثبتت الأبحاث العلمية أن هناك حامضا يسمي الديكوساهيكسانويك وهو أحد الأحماض الدهنية ويعتبر من العناصر الأساسية في تركيب والنمو العضوي والوظيفي لمخ الطفل، والمسئول عن كفاءة وظائف المخ عند البالغين، وقد وجد أن احتواء الغذاء علي هذا الحامض بنسب جيدة يحسن التحصيل الدراسي للطفل ويقلل النشاط الانفعالي الزائد، ويوجد هذا الحامض بوفرة في الأسماك خاصة التونة.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.